Do you thik that these are the best solution?


العلاقات الدبلوماسية المغربية مع دول افريقيا جنوب الصحراء

مقدمة : 

لقد  أقام المغرب  علاقات  عميقة ومتميزة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء على  إختلاف مكوناتها  وتنوعها , وتعتبر جنوب إفريقيا  من بين هذه الدول بإعتبارها صاحبة الريادة  على مستوى  القارة  سواء من حيث حجم الإقتصاد أو المؤهلات المتعددة التي تملكها وأكثر الدول ديموقراطية وإستقرار سياسي في القارة  الإفريقية ( طبعا بعد إنتهاء مرحلة الأبارتايد) وتتمتع جنوب إفريقيا بعدة مؤهلات منها الموقع الجغرافي المتميز حيث تقع في أقصى جنوب القارة الإفريقية حيث يلتقي  كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهندي كل هذه الظروف وفرت لهذا البلد أن يتمتع بموقع جيوسياسي وإستراتيجي  جد هام.وحاز نزاع الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء أو ما عرف بنظام الميز العنصري  الأبارتايد , النصيب الأكبر في تاريخ جنوب إفريقيا , وهو الذي لعب فيه المغرب دورا نشيطا في معارضته والمطالبة بإنهاءه بإستقبال مؤتمر الدار البيضاء سنة 1961 الزعماء الأفارقة الأكثر تحمسا للنضال ضد الأبارتايد والإستعمار,أهمية الموضوع :إن دراسة موضوع العلاقات  المغربية الجنوب إفريقية تعتبر حالة بالغة الأهمية من الناحية الأكاديمية من أجل دراسة صنع القرار في السياسة الخارجية المغربية خصوصا إتجاه الدول الإفريقية بالإضافة إلى أهمية إقامة علاقات مع دولة تعتبر الرائدة كما سبق الذكر في القارة الإفريقية من حيث القوة الإقتصادية وإمتلاكها سوق إستهلاكية تتمثل في كتلة بشرية تقدر بحوالي 50 مليون نسمة.إشكالية الموضوع :ما مدى إهتمام المغرب بدولة جنوب إفريقيا ضمن سياساته الخارجية في المحيط الإفريقي؟وكيف يمكن الحديث عن قطيعة دبلوماسية بين البلدين؟

التصميم المعتمد :
المبحث الثاني : مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين
      المطلب الأول : المجال الإقتصادي والتجاري
      المطلب الثاني : المجال الثقافي والتقني
المبحث الأول : مسار العلاقات بين المغرب وجنوب افريقيا
         المطلب الأول : تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
        المطلب الثاني: موقف  جنوب إفريقيا من قضية الصحراء
خاتمة
المبحث الأول : مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين
 المطلب الأول : المجال الإقتصادي والتجاري
      تنائى الى مسامعنا في الدرس الماضي أن للمغرب في علاقته مع الدول الإفريقية مجموعة من المحددات التاريخية و الدينية والسياسية والإقتصادية  ، هاته الأخيرة التي أصبح لها دور مرموق في تأطير العلاقات الدولية بين الدول النامية ، فالعامل الإقتصادي لايؤثر في العلاقات الدولية الا في علاقته مع العامل السياسي في ظل جدلية تأثير وتأثر تجعل كل عامل من العوامل الإقتصادية  في خدمة الآخر ، وهو ما جعل المغرب يحاول في الآونة الأخيرة التركيز على هدا المجال للرهان على مكاسب سياسية ، خاصة ادا ما نظرنا بشكل تقييمي الى وضع المغرب بعد انسحابه من الإتحاد  الإفريقي وماصاحب دلك من استغلال للموقف  من أطراف معادية للنظام المغربي .
الا أن هناك عدة عوامل  تساهم وتعمل لصالح تقوية العلاقات الثنائية خاصة العلاقات الإقتصادية ، فجنوب افريقيا لها عدة عوامل مشتركة مع المغرب لصالح تقوية العلاقات التجارية  بين البلدين ، فهي تعمل جاهدة على الإنسجام في هويتها الإفريقية والمغرب بالمقابل في حاجة الى تنويع شركائه التجاريين  والعثور على أسواق جديدة خارج السوق الأوروبية  المشتركة التي تتميز حاليا بمنافسة قوية و بقوانين متشددة ، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى أكثر من خمسين مليون دولار ، فالمغرب له واردات أساسية من جنوب افريقيا أهمها الخشب وبعض المعادن ويصدر النسيج وبعض المواد الغدائية و الأسمدة .
ورغم فتوة العلاقات الثنائية بين البلدين والتي ابتدأت في مارس1992 ، فاحصائيات جنوب افريقيا تظهر أنه مند بداية التسعينيات كان المغرب يعتبر الشريك  التجاري الأول لجنوب افريقيا في شمال افريقيا .
وبالإضافة الى دلك فالبلدين حاولا الرفع من حجم التبادل التجاري بينهما  حيث تمت دراسة امكانية الزيادة في استيراد الفحم  وبعض المعادن وتطوير الشراكات  المتخصصة  في مجال الهندسة و الميكانيك والطاقة الشمسية والتوزيع والنقل اضافة الى النسيج والصناعة التقليدية و الصيد البحري وزيت الزيتون و السياحة .
فمند استقلال جنوب افريقيا  ظهرجليا  أن هناك رغبة واضحة لهدا البلد   لتطوير علاقته  مع المغرب ، الا أن المحللون يقدمون سيناريوهات متضاربة للعلاقات  جنوب افريقيا مع دول شمال افريقيا ومن بينها المغرب في اطار ما يسمى بعلاقات جنوب جنوب ، فسيناريو أول يتوقع ألا تتأثر البنيات الإقتصادية  بنتائج الإنتخابات 1994  . وسيناريو ثان يشكك  في قدرة جنوب افريقيا  على أن تحدث تغييرا يدكر على اقتصاديات جيرانها فبالأحرى على القارة كلها ، بينما يركز محللون آخرون  في سيناريو ثالث  على ما يسمى بالمراكز الجهوية ، حيث من المحتمل أن يشكل ظهور قوى جهوية أساس علاقات جنوب – جنوب جديدة في افريقيا  . ويبدو أن هدا السيناريو الأخير حيث تكون جنوب افريقيا  في الجنوب والمغرب المركز الجهوي المقابل في شمال القارة  ويعبر عن طموحات  ضمنية لمخططات السياسة الخارجية  للبلدين .
حيث أن سياسة الخوصصة واعادة الهيكلة التي يتبعها المغرب ومن المتوقع أن يصبح القطاع الخاص فاعلا مهما تزداد قوته تدريجيا في التأثير على صنع قرار السياسة الخارجية .
الا أن الرياح السياسية  تجري بما لا تشتهيه  سفن العلاقات الثنائية بين البلدين حيث بات من الواضح تأثيرها السلبي على العلاقة بين البلدين  ، فتلك المشاكل السياسية تعتبر محكا حقيقا على قدرة الطرفين  في الإستفادة  من التاريخ الدبلوماسي الإقتصادي الطيب بين البلدين ، قصد تجاوز العقبات السياسية  خدمة لتجاوز  العلاقة النمطية  الحالية بين البلدين   في أفق تحدي تنمية علاقات  الدول جنوب - جنوب  .
الا أنه من البديهي عدم قدرة تحمل العامل الإقتصادي للمشاكل السياسية بمنأى عن مجموعة من العوامل الأخرى  التي تساهم في تنمية وتطوير  العلاقات  الثنائية بين البلدين  ، ومن بين هده العوامل المدكورة  نجد التعاون  الثقافي والتقني  .
فالى أي حد حاول هدا الأخير تفكيك العقد السياسية بين البلدين ؟
المطلب الثاني : المجال الثقافي والتقني
من المعروف أن دولة جنوب إفريقيا تنتمي إلى نادي الدول الأنكلوسكسونية أو الدول الناطقة بالإنجليزية على خلاف المغرب الذي ينتمي إلى الدول الفرنكفونية, هذا الوضع أبقى العلاقات الثقافية بين المغرب وجنوب إفريقيا متواضعة أو بالأحرى منعدمة نظرا للإختلاف الثقافي واللغوي بين البلدين وما زاد الطين بلة هو إعتراف جنوب إفريقيا " الجمهورية الصحراوية " ليزيد بذالك من جمود هذه العلاقات.
بحيث لا توجد أي إتفاقية سارية المفعول في هذا المجال هناك فقط مشاريع إتفاقيات لم يتم تفعيلها أو المصادقة عليهاوأهمها :
-          مشروع إتفاقية في المجال الثقافي.                                                                                                                  
-          مشروع إتفاقية في مجال الفنون والثقافة.                                                                                                           
-          المشروع المغربي  للبرنامج التنفيذي مع جنوب إفريقيا والذي تم تجميده سنة 2004.                                                         
ويلاحظ كذالك غياب أسابيع ثقافية بين البلدين بحيث ليست هنالك مهرجانات مشتركة أو تعاون بينهما في هذا المجال وهذا مرده التباعد الكبير بين البلدين وجمود العلاقات السياسية بينهما.
وإذا ما نظرنا إلى مستوى  التعاون التقني فإننا نجد هذا الأخير يعاني هو الأخر من الجمود والتراجع , بحيث نجد مجموعة من الإتفاقيات المبرمة لكنها غير مفعلة أو تم تجميدها :
-          مثل الإتفاقية التقنية للنقل الجوي والتي وقعت بالرباط سنة 1994.                                                                           
 -           إتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي التي تم التوقيع عليها سنة 1998.                                                                           
إن القاسم المشترك بين جميع هذه الإتفاقيات أنها أبرمت جميعها في فترة التسعينات وتم تجميدها فيما بعد بسبب إعتراف جنوب إفريقيا " بالجمهورية الصحراوية ".

 المبحث الأول: مسار العلاقات بين المغرب وجنوب افريقيا

المطلب الأول : تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين    

   يعتبر المغرب بلدا افريقيا بحكم موقعه الجغرافي،أيضا فهو ينتمي الى جهة افريقيا ضمن منظومة الأمم المتحدة *،مما يستدعي مفاوضات متشعبة وفرق عمل والتزامات سياسية ومخططات محددة يشارك فيها المغرب مع بقية البلدان الافريقية  بشكل كلي أو جزئي.      ولقد وعى المغرب باكرا بأهمية هذه الميزة في خلق وتوطيد البعد الاقتصادي مع بلدان القارة السمراء خاصة ومع كل تلك الانتماءات الثقافية والدينية المشتركة قد دعم أيضا علاقاته التاريخية وحاول جاهدا خلق فرص تعاون عبر قنوات دبلوماسية أيضا.      وعبر هاته الروابط قد عملت السياسية الخارجية للمغرب على مسار الدعم والتضامن لتنال الدول الافريقية حريتها من الاستعباد الاستعماري خاصة في دولة جنوب افريقيا ،ثم تحصين التعاون الافريقي المشترك –والذي أنتج في بحر القرن 20 م منظمة الوحدة الافريقية والتي كان  المغرب أحد مؤسسيها بامتياز - .  ومن ذلك قد حاول المغرب بخلق علاقة مع أكثر الدول الافريقية تقدما اقتصاديا وتنمويا اي مع دولة جنوب افريقا ،ولعل هذا التميز والتطور هو استرعى فطنة الملك الراحل الحسن الثاني،فكان له وضع حجر أساس العلاقة الدبلوماسية . فلقد كان الرابط الشخصي الذي خلقه مع الرئيس الافريقي  السابق 'دوكليريك'،وذلك منذ أنقام هذا الاخير بزيارة الى المغرب ،وقد حظي حينها باستقبال ملكي وحفل تكريمي خاص من الملك الراحل سنة  1990 م،بعدها بتاريخ 2 سبتمبر 1991 م تم فتح سفارة جنوب افريقيا في الرباط وتم تعيين سفيرها.      كما تم فتح السفارة المغربية بالعاصمة بريتوريا في 11 ابريل 1992م ،وفي كل سفارة أحدث مكتب مسؤول عن الشؤون القنصلية للاهتمام بأوضاع الجالية للبلدين –ولم تكن بالكثيرة نظرا لقلة الجالية - . بعد ذلك ،وفي سنة 1993 م،قام نيلسون مانديلا بزيارة خاصة للمغرب اثر خروجه من السجن،ثم أعاد الزيارة في 1994 م لكن بصفته رئيسا للبلاد هذه المرة . وفي خلال بناء هذه العلاقة نشير الى موطن تميز وقوة والتي تجلت في معارضة المغرب منذ استقلاله  لنظام الابرتهايد والمطالبة بإنهاء الاستعمار في الربوع الافريقية في جميع المنتظمات الدولية ،هذا النظام الذي يؤسس لسيطرة الاقلية (ذات البشرة البيضاء) والأغلبية السمراء (السكان الاصليون). وقد كان موقف المغرب من هذا الموضوع واضح وصريح ،فقد سعى جاهدا في معرضة  الابرتهايد الى ان سقط في الانتخابات الوطنية في 1994م.  وفي 1998 م قام وفد نيابي جنوب افريقي بزيارة رسمية ،واستُقبِل  من رئيس مجلس النواب،واثر هذا التأطير السياسي توالت الفعاليات الدبلوماسية على شكل محادثات ثنائية بين خليفة رئيس مجلس النواب مع نائب وزير الخارجية لجنوب افريقيا في قضايا تهم المجال الاقليمي والقارة السمراء ككل، وكان ذلك في 1999م  ومع عهد الملك الشاب محمد السادس اتخذت العلاقة بين البلدين طابع من نوع اخر ،فقد قام كولي عهد في 1999 م بزيارة رسمية لحضور حفل تنصيب 'تابومبيكي'  رئيسا جديدا للبلاد.  ومنذ تربعه على العرش،قام الملك بتحويل التأثير الدبلوماسي نحو جنوب القارة ليعزز نفوذ المملكة السياسي والاقتصادي ،حيث قام بست جولات رسمية لدول جنوب الصحراء ،زار خلالها اثنتي عشر دولة ختمها بغينيا الاستوائية في ابريل 2000م. بالإضافة الى زيارته لجنوب افريقيا في 2002م ضمن قمة 'جونهاسبورغ' في اطار التنمية المستدامة.  بعدها ،صعد المغرب لهجة الاشارات وأبان عن طموحات جديد في القارة تتمثل في الرغبة في التعاون بين بلدان جنوب-جنوب ،وقام بخطوة قوية في تفعيل وتسهيل المبادلات الاقتصادية.  لكن هذا البناء سرعان ماتداعى اثر اعتراف جنوب-افريقيا بجبهة البوليساريو كدولة  في 15 من سبتمبر 2004 م ، فقام المغرب حينها باستدعاء سفيره من العاصمة بريتوريا للتشاور في الموضوع،وأفضى الاجتماع الى تعويض السفراء بالقائمين بالأعمال في كلتى الدولتين ثم تجميد العلاقة لمدة سنتين كـــــرد فعل  دبلوماسي وسياسي مقتضب. وفي المؤتمر الدولي 'ديربان' قام عمر أهلال –رئيس الوفد النيابي بالمؤتمر بطرح الموضوع على طاولة النقاش كمحاولة يائسة لردع جنوب افريقيا عن اعترافها والذي لازال قائما لهذه اللحظة. وبعد مرور على التجميد عادت العلاقة بين البدين لكن بشكل صوري ومحتشم حتى يومنا هذا(2013)المطلب الثاني: موقف  جنوب إفريقيا من قضية الصحراءمرت العلاقات السياسية بين البلدين بمرحلتين أساسيتين:مرحلة انتعاش:عرفت جنوب إفريقيا في فترة السبعينات والثمانينات صفحة سوداء عرفت بالأبارتايد.[1] والتي سقطت بفضل المصالحة مع الماضي إلا انه من الضروري الإشارة إليها باعتبارها المؤطر الأساسي للعلاقات بين البلدين، بحيث لعب المغرب منذ استقلاله دورا نشيطا في معارضة الأبارتايد والمطالبة بإنهاء الاستعمار في إفريقيا وقد نادى بذلك في جميع المحافل الدولية، مما هيئ تقارب بين المغرب وجنوب إفريقيا ودفع البلدين إلى تعزيز وتقوية علاقاتهما، ولعل الزيارات بين البلدين لخير دليل على ذلك.[2]مرحلة التوتر:إن اعتراف جنوب إفريقيا بالجمهورية المزعومة سنة 2004 أثر بشكل سلبي في العلاقات بين البلدين، وتعتبر انتكاسة كبيرة جراء إقامة علاقة دبلوماسية مع هذه الجمهورية المزعومة وكما هو معلوم أن هذا الاعتراف جاء  نتيجة الضغط المتكرر للجزائر على جنوب إفريقيا  لضمها إلى معسكرها إضافة إلى تعزيز موقفها التفاوضي وذلك من خلال إعطاء انطباع بوجود جهات إقليمية وازنة تؤيد أطروحة الانفصالية، كما جاء هذا القرار نتيجة التنسيق بين الجزائر وجنوب إفريقيا في شؤون ومشاكل القارة الإفريقية على صعيد الإتحاد الإفريقي ومبادرة التنمية الإفريقية "النيباد" هذا الاعتراف متسقا مع مصالح بريتوريا في الظهور على مستوى العالم الإقليمي، الذي يتناسب مع إمكانيتها الاقتصادية الكبيرة كدولة ورقم هام في القارة الإفريقية.[3] وتجدر للإشارة إلى أن تحالف كل من نيجريا والجزائر،[4]وجنوب إفريقيا شكل محور شر بالنسبة للمغرب من خلال تضييق الخناق عليه وعرقلة وحدته الترابية ومن خلال تدعيم وتقديم مساعدات مالية وأسلحة للجمهورية المزعومة ولذلك فإن المغرب مطالب بإيجاد سبل كفيلة للخروج من هذا النفق.فجنوب إفريقيا لم تكترث للموقف المغربي بالرغم من كونه كان سباقا بإقامة علاقات دبلوماسية معها بعد نجاح الحكم الانتقالي والقضاء على الأبارتايد وخصوصا أن الجزائر تربطه علاقات حيوية متبادلة مع جنوب إفريقية فحجم التبادل الاقتصادي بين البلدين كبير، وتعد الجزائر من المزودين الرئيسيين للبترول لجنوب إفريقيا وكذلك التعاون في المجال العسكري من خلال الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين.[5]وقد عبر الجانب المغربي من خلال قادته السياسيين ورؤساء الأحزاب السياسية عن استيائهم من موقف جنوب إفريقيا تجاه الجمهورية المزعومة، إذ أن المغرب كان من طليعة المدافعين عن نضال الشعب الجنوب إفريقي من أجل استرجاع حريته وكرامته.وقد أكد وزير الخارجية المغربي أن جنوب إفريقيا تتبنى وتدافع عن أطروحة تمس بمصالح السكان المغاربة الصحراويين، والمصالح العليا للملكة المغربية،[6] وفي نفس السياق أعرب مجلس المستشارين خلال الولاية التشريعية السابقة عن استغرابه الكبير لإقدام جنوب إفريقية بالاعتراف بالجمهورية المزعومة.إن اعتراف جنوب إفريقيا بالجمهورية المزعومة أدخل العلاقات بين  البلدين إلى الباب المسدود وخصوصا أن قضية الصحراء تعد من ثوابت السياسة الخارجة للمملكة المغربية التي لا يمكن التنازل عنها.

خاتمة :     انطلاقا من مجموع ماسبق فانه اذا كان دور الدبلوماسية بمفهومها  التقليدي هو التركيز على اقامة علاقات ودية وترسيخ الاستقرار،فانه دورها أصبح في  الوقت الراهن يتجاوز ذلك بغزو الاسواق الأسواق الاقتصادية وخوض غمار المنافسة واستقطاب الاستثمارات المنتجة وبحث سبل تأهيل  والنهوض بالاقتصاد الوطني. ولهذا فان تطوير العلاقات التجارية بين المغرب والدول الافريقية يحتاج الى ازاحة الاكراهات البنيوية والمؤسساتية واللوجستيكية لتوسيع جغرافية المبادلات التجارية المغربية ،وهذا لن يتحقق إلا من خلال بناء اقتصاديات وطنية تنطلق من التعاون جنوب-جنوب،مما سيكون له انعكاس له على التحقيق من التبعية الاقتصادية للدول الغربية ،خاصة وأن دولة جنوب افريقيا تعتبر قوة اقتصادية لا يستهان بها على مستوى القارة وحتى العالم ولها حضور سياسي قوي .    وهنا تكمن بالتأكيد وظيفة الدبلوماسية المغربية  في ايجاد حل يحافظ على على ماء الوجه للبلاد وفي نفس الوقت يعيد ربط العلاقات الاقتصادية مع جنوب افريقا وبطريقة اقوى.




[1] مودن عبد الحي، علاقة المغرب مع بجنوب إفريقيا، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، الرباط.
[2] - الساسة الخارجية لدولة جنوب إفريقيا اتجاه الدول الإفريقية والعربية، السياسة الدولية، العدد12، أبريل، 1995.[3] - حسن سيد سليمان، العولمة وأثارها على إفريقيا، قضايا إستراتيجية 9، مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا.
[4] - عبد المجيد البركاوي، المغرب المتوسطي في ظل التجزئة المغاربية، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام، كلية الحقوق سلا، 2007/2008.
[5] - التقرير الاستراتجي العربي، القرن الإفريقي: التفاعلات الإقليمية والتطوران الداخلية، مركز الدارسات السياسية الإستراتجية بالأهرام، 2002/2005.[6] - تصريح وزير الخارجية المغربي، وكالة المعرب العربي للأنباء.

No comments:

Post a Comment