Do you thik that these are the best solution?


مراكش سيرة تتوارثها الأجيال




    مراكش سيرة تتوارثها الأجيال وإرث ذاع صيته في كل بقاع العالم خلفت لدى كل من زارها بصمة مرتكزة آثارها وانطباعاتها في ذاكرتهم . إذا ذكر أحد ما مراكش فبسرعة يتبادر إلى الذهن جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش وتلك المعلمة الثقافية المزدخرة بكافة أشكال الفن والأدب والفكاهة وألعاب الخفة وكذا العروض المشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الموسيقى الشعبية وكل ذلك يتم في إطار حلقات تنجذب إليها جموع غفيرة من قاصد جامع .
الفنا من مختلف الأجناس والأعمار. فالتراث الغني والفريد الذي تختزنه هذه الساحة كان وراء ترتيبها تراثا شفويا إنسانيا من طرف منظمة اليونسكو سنة 1997  .
    فجمال مدينة مراكش لا يعد ولا يحصى فهذه المدينة تملك سحرا خاصا يخطف القلوب ويجعلك تعيش زمنا من ألف ليلة وليلة في حضن مآثرها التاريخية وحدائقها الغناء التي تزخر بمختلف أنواع الأشجار والأزهار وكذا الطيور الشادية والجميلة الألوان. 

    فمن أجمل ما يميز مراكش

- مسجد الكتبية: هو تلك المعلمة التاريخية التي تتوسط مدينة مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا. وتسمية المسجد مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد.
    لقد بني جامع الكتبية الأول من طرف الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية. أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي. 

- قاعة المحراب : وهي عبارة عن مسجد صغير مشكل من ثلاث أروقة ترتكز على أعمدة من الرخام. هذا المسجد يتوفر على محراب جميل ومزخرف بالمقرنصات. قاعة الإثنا عشرة عمودا : دفن بها جثمان السلطان أحمد المنصور والسلاطين الثلاثة الذين تعاقبوا على الحكم من بعده. زينت هذه القبة بمزيج من الجبص والخشب المنقوشين والزليج والرخام، جسدت هذه الكتابات من خلال عناصر نباتية هندسية. قاعة الكوات الثلاث : وهي مكسوة بزخارف أجمل من سابقاتها، وقد استعملت فيها نفس مواد وتقنيات الزخرفة التي تميز باقي الفضاءات.

- بابي دكالة واغمات: يعتبر بابي دكالة واغمات من الأبواب الرئيسية التي تتخلل أسوار المدينة العتيقة لمراكش، حيث يتوطن باب دكالة في جهتها الغربية ويؤدي إلى مسجد باب دكالة، بينما يوجد باب أغمات في الجهة الشرقية من المدينة العتيقة منفتحا بذلك على الطريق المؤدية إلى زاوية سيدي بن صالح. فيما يتعلق بباب دكالة فهو يتشكل من برجين كبيرين يتوسطهما ممر يؤدي إلى قلب المدينةالعتيقة، وتعود تسمية هذا الباب بدكالة إلى المجال المجاور للمدينة والذي كانت آنذاك تقطنه الساكنة الموحدية. أما فيما يتعلق بباب أغمات فهو يشكل منافذ أحد الأبراج التي تتخلل الجهة الشرقية لأسوارالمدينة .

- أسوار مراكش: اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء أسوار مدينة مراكش، إلا ان أغلبهم يرجح ذلك إلى ما بين 1126 و1127م. ويقدر الجغرافي الادريسي طول هذه الأسوار المرابطية بحوالي تسع كيلومترات كانت كلها مبنية بالتراب المدكوك أو ما يصطلح عليه محليا باسم "اللوح" أو "الطابية". خلال عهد الموحدين، عمل الخليفة يعقوب المنصور على تقوية نسيج المدينة وتحصيناتها ببناء القصبة التي كانت مقر الحكم أو مدينة المخزن، وذلك على غرار مدن أخرى في الغرب الإسلامي. دعم الموحدون القصبة بعدة أبواب اندثر بعضها ولم يبق منها إلا باب أگناو الذي لازال راصعا قبالة صومعة الجامع، وهو الباب الرئيسي للقصبة الموحدية والذي ينفرد بشكله عن باقي الأبواب من خلال قوسه التام المتجانس الأطراف، وزخرفته الرفيعة.

- حدائق مراكش الغاية في الجمال:
في سلسلة التعريف بحدائق مراكش الجميلة أعرفكم على ما يلي:
- حدائق المنارة :هي حدائق عُمومية، في الشطر الغربي لمدينة مراكش. تمتد حدائق المنارة على مساحة 100 هكتار، و يعود تاريخ نشأتها لعصر الموحدين الذين زينُوها بأشجار الزيتون بداية القرن 12. تقع حدائق المنارة حوالي 3 كلم خارج أسوار المدينة. في عطلة نهاية الأسبوع يحُج العديد من المراكشيون إلى هذه الحدائق لقضاء نزهة وسط الطبيعة.
- حدائق الماجوريل: تقع في مدينة مراكش في كليز. وتسمى الماجوريل نسبة إلى اسم بانيها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي بدأ تأسيسها سنة 1924.
سنة 1937 أقدم الرسام الفرنسي على صباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع وهو ما فاجئ سكان المدينة الحمراء حيث تم اطلاق اسم أزرق الماجوريل على هذا المستوى من اللون الأزرق في اللغة الفرنسية نسبة لهذه الحديقة... فيما بعد تعرض الرسام الفرنسي لحادث سير نقل على إثره لفرنسا حيث مات هناك سنة 1967.
سنة 1980 قام مصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران والكاتب الفرنسي بيير بيرجي بشراء الحديقة حيث فتحوا جزءا منها للعموم. الآن أصبح المكان أحد اهم معالم مدينة مراكش السياحية حيث تم تحويل المبنى المحاط بالحديقة إلى متحف للفنون الإسلامية وتحتوي الحديقة على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس خصوصا مختلف أنواع نبات الصبار.
 

بقلم عواطف عمران

شحرورة الوادي تودع محبيها في صمت



     اليوم ودعتنا شادية الوادي تلك السيدة الصامدة والمكافحة لصعاب الحياة فهي  لم تعش لنفسها يوما. فلطالما كانت تعيش لأجل عائلتها  ومواجهة كل المحن التي اعترضت طريقها في الحياة ، فهي لم تكن يوما متخاذلة عن تقديم واجبها تجاه أقاربها ، بصدر واسع وابتسامة صادقة لاتفارق محياها .                                            
    كما كانت  تسعى دوما ان تطل على جمهورها بشخصيتها المرحة والممزوجة بشقاوة الأطفال . عملت بجد وبحب في انتقاء أغانيها مما جعل لها بصمة في عالم الغناء العربي لاتنسى "فهي شحرورة الوادي " التي ستظل  انغامها  تطرب مسامعنا.                                                                                                     
      رحلت الشحرورة صباح ، فجر الأربعاء 26 نوفمبر 2014  عن عمر 87 سنة ،" مودعة لعائلتها ومحبيها  بهدووء وصمت، تطبعه ابتسامة ملائكية. كما عهدنها دوما بشوشة المحيا .إذ لم تشأ يوما أن تعكس معاناتها على ملامحها أمام محبيها فلطالما كانت مبتسما كأنها اسعد إنسانة بالكون ولا يعكر صفوة حياتها أي شيء، حريصة على أن تبدوا في أحسن حالاتها سواء في شبابها أو بعدما تقدم بها العمر.      فقد قدمت أغانيها    بصدق وحب. إذ اعتبرها اللبنانيون رمزا لبلادهم كشجرة الأرز .  شاركت في 83 فيلما مابين مصري ولبناني و27 مسرحية لبنانية وغنت مايزيد عن 3000 أغنية.                                                                 



 تعتبر ثاني فنانة  عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسارح الألمبياد في باريس مع فرقة روميو لحود الإستعراضية، وذلك في منتصف سبعينات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى ، كأرناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا،وقاعة ألبرت هول بلندن،وبمسارح لاس فغاس ،وغيرها.
       فحتى أثناء رحيلها حرصت أن تبقى مصدر حب وسعادة لمحبيها ،وأن ترسم الابتسامة على وجوههم أثناء وداعها لهم ، لا أن تتسبب في دمعة حزن لهم ولو كان لأجل فراقها . وهو ما جسدته كلاماتها الأخيرة التي ارتأت أن تكتبها في وصية قبل مماتها لمحبيها. والتي تضمنت مايلي: "ما تبكو وما تزعلوا علي وهيدي وصيتي إلكن، حطوا  دبكة وارقصوا .. بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن. بدي ياهن دايما فرحانين بوجودي وبرحيلي..متل ما كنت دايما فرّحن.
بحبكن كتير وضلوا تذكروني وحبوني دايماً"
       فنحن بدورنا نقول لكي بأننا سنظل نحبكي ياشادية الوادي أو يا شحرورتنا ، فكيف لنا أن ننسى من رسمت البسمة على محيانا وجعلتنا ننظر للحياة بحب وتفاؤل وأن لا نفقد الأمل مهما واجهتنا الصعاب ، فالصعاب هي ما تجعلنا نحس بلذة النجاح بعد الفشل ،وأن بعد العتمة يأتي النور . فها هي ذي كلماتك ستظل محفورة بسامعنا .
     لم تكوني شادية فحسب فقد كنتي أسطورة لن يكررها التاريخ . فأنت كما عهدنا منذ صباكي مثالا للتفاني  والاخلاص للعمل ،  وأيقونة للجمال والموضة،والرقي في الأخلاق والتعامل ،وهو ما منحكي جوازا لعبور القلوب.
فوداعا ياسيدتي الصامدة والمتحدية والمحبة للحياة،فلترقدي بسلام .

السياحة التونسية بعد الثورة تعيش أزمة خانقة


    تونس وجهة سياحية هامة على المستوى العالمي خاصة بالنسبة للبلدان الأوربية،وطيلة سنوات سعت لإكتساب مكانة متقدمة ضمن الوجهات السياحية العالمية ولذلك دعمت صناعة السياحة بالإعتماد على مخزونها الثقافي وتراثها وعلى جمال مناخها وطبيعتها ، وظلت السوق الفرنسية لسنوات سوقا تقليدية للسياحة التونسية. شهد وضع السياحة التونسية بعد الثورة وبعد صعود الإسلاميين للحكم وانتشار بعض ظواهر العنف وغياب الأمن أحيانا تراجعا حيث تعرضت السياحة التونسية لإنتكاسة ولشح في عدد السياح من جميع أنحاء العالم وخاصة من فرنسا.

    السياحة التونسية اليوم تعيش وضعا صعبا بسبب السلفيين الذين كانوا وراء هروب السياح التقليديين لتونس،الأمر الذي أدى إلى انتكاسة السياحة التونسية ، وتراجعها عن سابق عهدها حيث كانت حلما ووجهة سياحية لأغلبية البلدان سواء العربية أو الأوربية، لما تمتازبه من جمالية خاصة تكسبها رونقا وتجعلها الوجهة المفضلة للعديد.
فالأعمال الإرهابية كانت  ولا تزال العامل الرئيسي لإنتكاسة السياحة التونسية .إذ بعد مضي 11 عاماً على آخر عمل إرهابي استهدف قطاع السياحة في تونس، استفاقت البلاد، الأربعاء 18 مارس 2015، على عملية إرهابية ضربت شرايين السياحة في هذا البلد الذي كان أول من فجر شرارة الثورات العربية في 17 ديسمبر 2010.
غير أن هذه العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو، أحد المعالم السياحية التونسية، لم تكن الأولى بهذا الحجم في تاريخ تونس السياحي.
فقد عرفت تونس عام 1987 تفجيرات استهدفت 3 فنادق في مدينتي سوسة والمنستير، راح ضحيتها 13 سائحاً، واتهمت في حينه حركات متشددة (حركة الاتجاه الإسلامي) بالضلوع فيها، وأوقف وحوكم 7 أشخاص في القضية.كذلك، في أكتوبر 2013 فجر شاب نفسه قرب فندق سياحي في مدينة سوسة الساحلية شرقي تونس، دون أن يحدث أضراراً مادية أو خسائر بشرية، في حين أحبطت الوحدات المختصة بوزارة الداخلية عملية تفجير إرهابية بمحافظة المنستير شرقاً استهدفت ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.

      فالفلتان الأمني وتحركات السلفيين له دور سلبي أيضا في تردي وضعية القطاع السياحي.
فإلى متى ستظل السياحة التونسية تعاني؟ وإلى أي حد سيقف الوضع الأمني عائقا أمام انتعاشة السياحة التونسية من جديد وإرجاعها إلى سابق عهدها؟ وماهي السبل والإستراتيجيات التي يتوجب على المسؤولين عن هذا القطاع اتباعها لإخراج قطاع السياحة من أزمته؟

     يمثل القطاع السياحي في تونس  ركيزة أساسية للإقتصاد الوطني وتعود بدايات هذا القطاع إلى حقبة الإستعمار حيث كان بالبلد آنذاك العديد من النزل اغلبها في العاصمة. وكانت البدايات الأولى لإنشاء بنية تحتية خاصة به في الستينات حيث راهنت تونس حينها على موقعها الجغرافي وطقسها المعتدل وتاريخها العريق وراهن القائمون على الدولة خلال تلك الحقبة على جعل قطاع السياحة ركيزة أساسية للإقتصاد وبعث الديوان الوطني للسياحة التونسية وشركة الفندقة والسياحة ودخل القطاع الخاص للسياحة ونتيجة لكل ما تقدم حققت السياحة التونسية سنة 1968 رقما هاما من حيث عدد الوافدين بلغ 330 ألف سائح قضوا خلال تلك الفترة ثلاثة ملايين ليلة مما مكن من تحقيق أرقام هامة من العملة الصعبة وكانت تلك بمثابة القفزة الأولى للقطاع. وتواصل نمو السياحة في البلاد حتى بداية السبعينات حيث هيئت العديد من الوحدات السياحية. وفي التسعينات بدأت مرحلة الإستثمارات الضخمة في السياحة وتخلت الدولة عن  بعض الوحدات الفندقية التابعة لها لفائدة الخواص. وتواصل نسق النمو إلى سنة 2001. في هذه السنة توقف النسق التصاعدي للسياحة التونسية أمام الهزات العالمية أولها حرب الخليج الأولى  وأحداث 11 سبتمبر بالإضافة إلى حادثة «الغريبة» يوم 11 أفريل 2002. وبدأ القطاع يشهد نوعا من الصعوبات تعود أساسا إلى ثقل كلفة الأعباء المالية التي يتحملها  المستثمرون في القطاع بالإضافة إلى اشتداد المنافسة في حوض البحر الأبيض المتوسط وهيمنة بعض المستثمرين التونسيين على السوق المحلية وتحكمهم الشبه الكامل في الأسعار.

     فالقطاع السياحي في تونس  اليوم يعرف أزمة خانقة غير مسبوقة أدت إلى إفلاس وإغلاق العديد من الفنادق والمؤسسات السياحية  ووكالات الأسفار. هذه الأزمة انطلقت منذ عدة سنوات وقد أطلق أهل القطاع صيحات فزع منذ سنة 2009 وطالبوا يإعادة هيكلة القطاع وتنويع المنتوج السياحي. إلا ان الأمر استفحل أكثر بعد الثورة ، بحيث أن القطاع عرف تراجعا وأزمة لم يسبق أن واجه مثيلا لها .
 فالأزمة داخلية هذه المرة ويقف وراءها توتر إجتماعي وأمني متواصل منذ اندلاع الثورة بالإضافة إلى فتاوى أطلقتها أطراف تعتبر أن السياحة «بوّابة لممارسات مشبوهة» كل هذه الإرهاصات تلقّفتها عدسات القنوات الأجنبية في محاولة منها لتقديم تونس في صورة  «تونستان» وتنفّر كل من كان ينوي زيارتها. هذا بالإضافة إلى تراجع السياحة الداخلية أمام غلاء المعيشة وعجز المواطن العادي عن توفير أموال للترفيه.


-تراجع الاداء السياحي في تونس يفرض وضع استراتيجيات جديدة لإنعاشه

     وبهذا الخصوص :

 - أفاد وزير التعليم العالى منصف بن سالم   ان السياحة التونسية  سجلت تراجعا على مستوى عدد السياح الوافدين بحوالى 2 مليون سائح   على مستوى المعدل السنوى  ما بعد ثورة  17 ديسمبر 2010 و14 جانفى2011 واشار فى افتتاح الملتقى الدولي الاول حول  السياحة المستدامة 2020 إلى الرهانات والتحديات وآفاق السياحة التونسية ،  إلا أن القطاع السياحى  الذى يشغل 15 بالمائة من اليد العاملة فى تونس ويساهم بنسبة 7 بالمائة فى الناتج الداخلى الخام   فقد ما بين سنتى 2011 و2012  حوالى 3000 موطن شغل.
- دعا بن سالم   الى التركيز على  تنمية السياحة الثقافية والرياضية وسياحة الاعمال الى جانب السياحة البيئية فضلا عن تطوير الخدمات  من اجل النهوض بالقطاع.
- اكد موسس معهد الدراسات العليابتونس  صلاح الدين هلارة قدرة السياحة التونسية على استقطاب  ما يناهز 10 ملايين سائح فى افق 2016 وتحقيق عائدات بقيمة 6 مليار دولار  على ان يتم رسم  خارطة طريق جديدة لهذا النشاط
- قال هلارة  انه من الضرورى ان تكون خارطة الطريق مواكبة للتطورات العالمية فى المجال وتسعى الى تنويع المنتوج السياحى والارتقاء بجودته.
- واعتبر رئيس الجمعية الفرنكوفونية للخبراء والباحثين فى المجال السياحى باتريك فيسوريا ان  مستقبل السياحة التونسية يمر حتما عبر تنويع المنتوج.
كما دعا الى  الاستفادة من التطورات التكنولوجية وتركيز مواقع سياحية مبتكرة على مستوى شبكة الانترنت وانتهاج استراتيجية اتصال متطورة للارتقاء باداء القطاع ككل.  

وينتظم الملتقى الدولى الاول حول  السياحة المستدامة 2020 الرهانات والتحديات وافاق السياحة التونسية  ببادرة من معهد الدراسات العليا موسسة خاصة للتعليم العالى  والجمعية  الفرنكوفونية للخبراء والباحثين فى المجال السياحى.وتتركز اشغال الملتقى  الذى يشهد مشاركة العديد من الخبراء والمختصين فى المجال السياحى من تونس ومن خارجها  على مواضيع تنذر  بتداعيات السوق السياحية العالمية  و اعداد خارطة طريق  للسياحة فى تونس الى سنة 2020 و طرق تبنى العروض والمنتوجات السياحية التونسية .
 - أما وزارة السياحة فقد أقرت  خطة عاجلة على المدى المتوسط (2014/2016) لإنقاذ السياحة الصحراوية.


      فحسب ماجاء على لسان وزير السياحة التونسي  والتي تم تداوله على موقع الجريد الإلكترونيكية التونسية" المصدر" فلإنتشال السياحة الصحراوية من الوضعية المتدهورة التي وصلت إليها بعد الثورة خاصة بعد أن تم تعليق آمال كبيرة على هذا الصنف من المنتوج السياحي للمساهمة في الترويج للسياحة التونسية على أوسع نطاق وكذلك تنويع المنتوج الذي ظل مقتصرا على السياحة الشاطئية.


      وضمن هذا السياق أعلن وزير السياحة جمال قمرة انه تم اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات لتطوير السياحة الصحراوية في تونس خلال السنوات الثلاث القادمة ومزيد الارتقاء بهذا المنتوج السياحي الذي عرف تراجعا ملحوظا في السنوات الماضية لا سيما بعد الثورة.


وافاد  خلال اللقاء الإعلامي الدوري لخلية الاتصال برئاسة الحكومة انه تم رصد ميزانية خاصة لتطوير السياحة الصحراوية خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة 18 مليون دينار ضمن خطة متوسطة المدى تتضمن جملة من المشاريع لتدعيم الوجهة التونسية في هذا المنتوج السياحي.

وبين أن الميزانية المرصودة تتوزع على 8 م د بعنوان سنة 2014 و 6 م د في سنة 2015 و 4 م د في سنة 2016 موضحا أن العديد من الوزارات ستتولى المساهمة في تمويل المبلغ المحدد وتتعهد بإنجاز جملة من الأنشطة والمشاريع في مجال المحافظة على النظافة والعناية بالمحيط وتأهيل المسالك السياحية إضافة إلى النهوض بالأنشطة الثقافية في ولايات الجنوب.



    وتتضمن الخطة الجديدة للسياحة الصحراوية العمل على خلق علامة تجارية مميزة وخاصة بهذا المنتوج السياحي فضلا عن رصد ميزانية خاصة بقيمة 1 مليون دينار لتشجيع وكالات الأسفار التونسية على تطوير السياحة الصحراوية الداخلية من خلال تعهدها بالنقل والتنشيط وتنظيم الزيارات.

فقد أعلن وزير السياحة انه تم الاتفاق مع الوكالة العقارية السياحية على تخصيص قطعة ارض بمساحة 5 هكتارات في توزر لإنجاز قصر للمؤتمرات بمواصفات عالمية بطاقة استيعاب تقدر بألف شخص في مطاق تطوير سياحة المؤتمرات بالجنوب.

    كما استعرض وزير السياحة القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري المضيق والموافقة على الخطة الاستعجالية لإنقاذ القطاع السياحي بالجنوب الغربي، من ذلك إحداث لجنة مصغرة تتولى مزيد تدقيق الصيغة القانونية المقترحة لتكفل الدولة بمساهمة الأعراف في الضمان الاجتماعي للفترة 1999 و2008 وذلك بالنسبة لمؤسسات وكالات الأسفار المعنية بالإجراء المقترح.

فمن جانب آخر  كشف الوزير أن وزارة الثقافة سوف تتعهد بحماية المدن العتيقة بولايات الجنوب وخاصة منها في الولايات ذات التخصص السياحي والعمل على إدراج الموروث التراثي والحضاري لهذه المدن بالموروث العالمي لمنظمة اليونسكو مشيرا إلى أن المدينة الاولى ستكون نفطة إلى جانب الإسراع بإعادة فتح متحف دار شريط بتوزر.








عواطف عمران

ملامح الوضع الإقتصادي لتونس بعد الثورة







عندما اشتعلت أولى شرارات الربيع العربي قبل ثلاثة أعوام بتفجر الثورة التونسية وهروب رئيسها السابق زين العابدين بن علي، سادت حالة من التفاؤل بين كل الشعوب والبلدان العربية حول إمكان بلوغ الحياة الكريمة التي طالما طمحوا إليها والحصول على حقوق تجاوزها شعوب العالم منذ عقود وربما قرون. إلا أن هذا الإحساس سرعان ما تبدل مع ضبابية المشهد في بلدان الثورات العربية وتدهور الوضع الاقتصادي المترنح أساسا، وعدم إحساس المواطن بأي تغيير طرأ عليه سوى غياب أمنه وزيادة فقره في ظل ارتفاع جنوني للأسعار.
فهل يكون من المبكر للغاية أن نصدر أحكامنا على الثورات العربية ونعتبرها فاشلة، قادتنا نحو مزيد من الانحدار؟ أم أن السجال لم ينته بعد ولم يطلق الحكم صافرته ليعلن فوز أو خسارة أحد الفريقين، الأنظمة القديمة في مواجهة الثوار الجدد.
 ففي استفسارنا عن حقيقة الأوضاع  الإقتصادية لتونس بعد ثورات الربيع العربي ،قد جاء كتوضيح على لسان محافظ البنك المركزي التونسي السيد :الشادلي العياري  بأن البلاد تعيش الآن بإمكانات تفوق طاقاتها .. والتقشف هو الحل.وذلك إبان حوار له أجراه مع  جريدة الشرق الأوسط على إثر زيارة له للندن لحضور مؤتمر «دوفيل»، الذي عقدته الخارجية البريطانية على مستوى الخبراء التابعين لمجموعة الثماني الكبار.
وفي خضم التوضيحات التي أدلى بها بهذا الخصوص أضاف: «بأن المفروض والمطلوب سنة أو سنتان من التقشف وإلا فلن نخرج من المشكل». كما أكد عجز الدولة عن رفع الأجور في المستقبل القريب، وقال: «لا أتصور أن لنا الطاقة في زياد الأجور سنة 2014». كما تحدث العياري عن خطورة الوضع الاقتصادي في هذه المرحلة، مشيرا إلى أنه «قد تصل تونس مع نهاية 2013 إلى وضع كارثي.. وصلنا لمستويات تضخم لم نعهدها من قبل، حيث بلغ الآن 6%، ولسنا الأسوأ في العالم، لكن الأسوأ في تونس منذ السبعينات».

في المقابل، أشار محافظ البنك المركزي الى أن مديونية تونس تتراوح بين 45 بالمائة أو 46 بالمائة من الناتج ، وبمقارنتها ببلدان العالم تعتبر معقولة ، ويمكن التحكم فيها ،والمهم في الاقتراض هو كيف استعمال هذه الأموال ، إذا كنت تقترض لتمويل الاستهلاك اليومي فهذا مشكل.
و شدد العياري بان الخطاب السياسي في تونس في اتجاه ميزانية الدولة لم يتغير و إلى أن ميزانيات ما بعد الثورة يجب أن تكون ميزانيات تقشف ، وليس من الممكن أن تكون ثورة في سنواتها الأولى ولا تمر بمرحلة تقشف مشددا على أن النهج التقشفي غير موجود في الميزانية التونسية و أنه ليس هنالك طاقة في زيادة الأجور سنة 2014.
و أشار الى أن غياب الحل الاقتصادي سيصبح كارثة على السياسة، و انه قد تصل تونس مع نهاية 2013 إلى وضع كارثي، و ان تونس اليوم في وضع حرج جدا، وأن ليس له حلا سياسيا لدي بحكم أنه مستقل.
و في رسالة وجهها الى السياسيين التونسيين قال العياري " أنهم ينفقون أكثر من طاقتهم، و أن حتى الكعكة التي ستقتسمونها لن تكون موجودة، متسائلا " فماذا ستوزعون : الفقر؟" وإذا كانت الديمقراطية هي توزيع الفقر فعلى الدنيا السلام بحسب تعبيره .
و أكد العياري في السياق ذاته بان الرهان التنموي غير موجود، أن التفكير منحصر فقط في السياسة، والاقتصاد مؤجل، وأن الإحساس بأن الاقتصاد هو أولوية غير موجود أصلا. 
فالخبير الاقتصادي والمالي معز الجودي  في تصريح لجريدة ـ”جدل”  بين أن “اعتراف محافظ البنك المركزي بالوضع الكارثي للاقتصاد اليوم جاء متأخرا جدا، لأن أغلب خبراء الاقتصاد حذروا من مغبّة التجاذبات السياسية وانتهازية بعض الأطراف للوصول لأغراض سياسية”.
كما أشار الجودي إلى أن “المؤشرات الكارثية للاقتصاد كانت واضحة بالأرقام، خاصة وقد تفاقم عجز الميزان التجاري إلى أكثر من 8 مليار، كما فاق التضخم المالي ال10 %، وهذا يعود بالأساس إلى السياسات الفاشلة التي تم اتباعها، إلى جانب تغييب الكفاءات سواء في المشهد السياسي أو الاقتصادي”.
وأكّد وزير المالية السّابق حسين الديماسي، في تصريح لـ”جدل”، أنّ “الوضع رديء للغاية وهو يتدرّج نحو الأسوء، من ذلك مثلا أنّ إنتاج القطاعات الاقتصادية الحيويّة الخالقة حقيقة للثّروة كالطاقة والمناجم والبناء والسياحة وجلّ الصناعات المعمليّة لم يتدارك بعد المستوى الّذي كان عليه قبل الثّورة، وهو ما انعكس بصورة سلبية للغاية على كل توازناتنا الاقتصادية، كتلك المتعلّقة بالماليّة العموميّة والدّفوعات الخارجيّة وصناديق الضّمان الاجتماعي وغيرها”.
كما اوضح الديماسي أنّ “هذا الوضع الكارثي لاقتصادنا نتج بالخصوص عن ظواهر الإضرابات العشوائيّة المتكرّرة والاعتصامات والعنف والإرهاب الّذي ما انفكّت تشهدها بلادنا منذ الثّورة. وممّا زاد الطّين بلّة تلك الزّيادات المجحفة في الأجور الّتي لم تعتمد على أيّة معايير اقتصاديّة موضوعيّة”.
وختم الديماسي قائلا: “أغلب خبراء الاقتصاد كانوا قد أكّدوا أنّ الخلافات والمشاكل السّياسيّة الّتي تشهدها البلاد عمّقت الأزمة الاقتصاديّة، طالما أنّ المسائل الإقتصادية لم تطرح على طاولة نقاش إيجابيّ يضمّ كافّة الأطراف السياسيّة وجميع الخبراء”.
أوعز الخبير الإقتصادي ونائب رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سابقا محسن حسن اليوم الخميس 26 سبتمبر 2013 أسباب تردي الوضع الإقتصادي في تونس إلى ثلاثة اسباب أهمها:.
أولها زيادة اجور الموظفين العموميين بعد الثورة دون مراجعة، اما ثانيها يتمثل في عدم اتباع الدولة سياسة التقشف إبان الثورة وعدم الدخول في حوارات ومحادثات مع الاتحاد العام التونسي للشغل.اما السبب الثالث فيتمثل في ضعف مداخيل الضرائب.
وبحسب إحصائيات رسمية ارتفعت نسب البطالة في تونس إلى نحو 19% سنة 2011 مقابل حوالي 14% سنة 2010 وبلغ عدد العاطلين في البلاد خلال 2011 حوالي 750 ألفا بينهم نحو 250 ألفا من خريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. قد تراجعت خلال الثلاثي الثاني من سنة 2013 بنسبة 1.7% لتبلغ 15.9% مقابل 17.6% خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وتبلغ نسبة الفقراء نحو 25% من إجمالي سكان البلاد التي يقطنها أكثر من 10 ملايين ساكن.
إذ ارتفع عدد الفقراء بدوره بعد الثورة ، وتقدر الإحصائيات الرسمية عدد الفقراء في تونس بنسبة 15 في المائة، أي ما يعادل مليون ونصف ، منهم حوالي 500 ألف تحت خط الفقر المدقع ، فيما تقول احصائيات غير رسمية أن عدد الفقراء في تونس يناهز مليوني مواطن. ويقول خبراء ومختصون أن الطبقة الوسطى بدأت بدورها تقترب من خط الفقر بحكم غلاء المعيشة .
 أوعز الخبير الإقتصادي ونائب رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سابقا محسن حسن اليوم الخميس 26 سبتمبر 2013 أسباب تردي الوضع الإقتصادي في تونس إلى ثلاثة اسباب.
أهمها وأولها زيادة اجور الموظفين العموميين بعد الثورة دون مراجعة، اما ثانيها يتمثل في عدم اتباع الدولة سياسة التقشف إبان الثورة وعدم الدخول في حوارات ومحادثات مع الاتحاد العام التونسي للشغل.
اما السبب الثالث فيتمثل في ضعف مداخيل الضرائب.
 يعزى تردي الأوضاع الاقتصادية في تونس إلى أن اقتصاد البلاد يعتمد بشكل كبير على عائدات البلاد من قطاع السياحة الأوروبية، فضلا عن الاستثمارات لكبرى الشركات الأجنبية التي أصابها الجمود في أعقاب الثورة التي شهدتها البلاد،كما أن تونس -وعلى العكس من جارتها ليبيا- تفتقر إلى الثروات النفطية التي قد تمكنها من تخطي أزماتها المالية ذاتيا.
فضلا عن الاسواق المغلقة مثل سوق الاتصالات، وكذا اعتماد قوانين ولوائح العمل الصلبة والبالية، وحالة عدم الاستقرار السياسي بسبب تنامي المد السلفي،
وفي ظل انتهاج حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة سياسة قائمة على المحاصصات الحزبية، ووضع اليد على مفاصل الإدارة و أجهزة التونسية، و عدم الفصل بين أجهزة الدولة و الأحزاب السياسية حفاظاً على حيادية الإدارة، تعيد هذه الحكومة إعادة انتهاج ممارسات النظام الديكتاتوري السابق، الأمر الذي يدفع بالفئات الشعبية والشباب العاطلين عن العمل يفكرون بشكل متزايد بتسوية مشاكلهم بأنفسهم وعلى طريقتهم.
عندما استلمت حركة النهضة الإسلامية  السلطة،لم تدرك أن الشعب التونسي الذي صنع ثورته، وأسقط النظام الديكتاتوري السابق، يحتاج إلى بناء دولة ديمقراطية تعددية، وخلق مجتمع جديد، وانتهاج خيار اقتصادي و اجتماعي جديد يجسد القطيعة مع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية المنحرفة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، و التي أدت في الواقع إلى إثراء  أقلية من العائلات المرتبطة بالسلطة، و كبار رجال الأعمال على حساب إفقار معظم طبقات الشعب التونسي، بما فيها الطبقة المتوسطة، التي تعتبر أكبر طبقة اجتماعية موجود ة في تونس. ليس لحركة النهضة الإسلامية نظرية للاقتصاد، بل هي منساقة في نهج الليبرالية الجديدة التي سقطت في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي غيرها من الدول الرأسمالية الغربية  عقب وقوع الأزمة المالية و الاقتصادية العالمية عام 2008، ولم تقم بمراجعة نقدية للنموذج الرأسمالي الطفيلي الذي كان سائداً في تونس، حيث وصل إلى مأزقه المحتوم.
ولهذا السبب عجزت حركة النهضة عن مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية  التي تعيشها تونس في زمن ما بعد الثورة، لأنها لا تعرف حاجات الشعب التونسي   الاقتصادية والمعيشية فلم تهتم بها,وأخفقت أيضاً في بلورة خطة حقيقية للتنمية المستدامة تقطع مع نهج التبعية، فحافظت على عقد الصفقات المشبوهة مع الليبرالية الجديدة المتشكلة من نهابي مرحلة بن علي المخلوع،و تركت البلد للأغنياء الذين سبق أن مارسوا جميع أنواع النهب في عهدالنظام السابق،واعتمدت على الاستثمارات الأجنبية وعلى السياحة، وعلى ما يرد من دول أجنبية وشركات خاصة دون أن تقدم برنامجاً لعمل الإنتاج الزراعي والصناعي، أو حتى الخدمي.




عواطف عمران