Do you thik that these are the best solution?


السياحة التونسية بعد الثورة تعيش أزمة خانقة


    تونس وجهة سياحية هامة على المستوى العالمي خاصة بالنسبة للبلدان الأوربية،وطيلة سنوات سعت لإكتساب مكانة متقدمة ضمن الوجهات السياحية العالمية ولذلك دعمت صناعة السياحة بالإعتماد على مخزونها الثقافي وتراثها وعلى جمال مناخها وطبيعتها ، وظلت السوق الفرنسية لسنوات سوقا تقليدية للسياحة التونسية. شهد وضع السياحة التونسية بعد الثورة وبعد صعود الإسلاميين للحكم وانتشار بعض ظواهر العنف وغياب الأمن أحيانا تراجعا حيث تعرضت السياحة التونسية لإنتكاسة ولشح في عدد السياح من جميع أنحاء العالم وخاصة من فرنسا.

    السياحة التونسية اليوم تعيش وضعا صعبا بسبب السلفيين الذين كانوا وراء هروب السياح التقليديين لتونس،الأمر الذي أدى إلى انتكاسة السياحة التونسية ، وتراجعها عن سابق عهدها حيث كانت حلما ووجهة سياحية لأغلبية البلدان سواء العربية أو الأوربية، لما تمتازبه من جمالية خاصة تكسبها رونقا وتجعلها الوجهة المفضلة للعديد.
فالأعمال الإرهابية كانت  ولا تزال العامل الرئيسي لإنتكاسة السياحة التونسية .إذ بعد مضي 11 عاماً على آخر عمل إرهابي استهدف قطاع السياحة في تونس، استفاقت البلاد، الأربعاء 18 مارس 2015، على عملية إرهابية ضربت شرايين السياحة في هذا البلد الذي كان أول من فجر شرارة الثورات العربية في 17 ديسمبر 2010.
غير أن هذه العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو، أحد المعالم السياحية التونسية، لم تكن الأولى بهذا الحجم في تاريخ تونس السياحي.
فقد عرفت تونس عام 1987 تفجيرات استهدفت 3 فنادق في مدينتي سوسة والمنستير، راح ضحيتها 13 سائحاً، واتهمت في حينه حركات متشددة (حركة الاتجاه الإسلامي) بالضلوع فيها، وأوقف وحوكم 7 أشخاص في القضية.كذلك، في أكتوبر 2013 فجر شاب نفسه قرب فندق سياحي في مدينة سوسة الساحلية شرقي تونس، دون أن يحدث أضراراً مادية أو خسائر بشرية، في حين أحبطت الوحدات المختصة بوزارة الداخلية عملية تفجير إرهابية بمحافظة المنستير شرقاً استهدفت ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.

      فالفلتان الأمني وتحركات السلفيين له دور سلبي أيضا في تردي وضعية القطاع السياحي.
فإلى متى ستظل السياحة التونسية تعاني؟ وإلى أي حد سيقف الوضع الأمني عائقا أمام انتعاشة السياحة التونسية من جديد وإرجاعها إلى سابق عهدها؟ وماهي السبل والإستراتيجيات التي يتوجب على المسؤولين عن هذا القطاع اتباعها لإخراج قطاع السياحة من أزمته؟

     يمثل القطاع السياحي في تونس  ركيزة أساسية للإقتصاد الوطني وتعود بدايات هذا القطاع إلى حقبة الإستعمار حيث كان بالبلد آنذاك العديد من النزل اغلبها في العاصمة. وكانت البدايات الأولى لإنشاء بنية تحتية خاصة به في الستينات حيث راهنت تونس حينها على موقعها الجغرافي وطقسها المعتدل وتاريخها العريق وراهن القائمون على الدولة خلال تلك الحقبة على جعل قطاع السياحة ركيزة أساسية للإقتصاد وبعث الديوان الوطني للسياحة التونسية وشركة الفندقة والسياحة ودخل القطاع الخاص للسياحة ونتيجة لكل ما تقدم حققت السياحة التونسية سنة 1968 رقما هاما من حيث عدد الوافدين بلغ 330 ألف سائح قضوا خلال تلك الفترة ثلاثة ملايين ليلة مما مكن من تحقيق أرقام هامة من العملة الصعبة وكانت تلك بمثابة القفزة الأولى للقطاع. وتواصل نمو السياحة في البلاد حتى بداية السبعينات حيث هيئت العديد من الوحدات السياحية. وفي التسعينات بدأت مرحلة الإستثمارات الضخمة في السياحة وتخلت الدولة عن  بعض الوحدات الفندقية التابعة لها لفائدة الخواص. وتواصل نسق النمو إلى سنة 2001. في هذه السنة توقف النسق التصاعدي للسياحة التونسية أمام الهزات العالمية أولها حرب الخليج الأولى  وأحداث 11 سبتمبر بالإضافة إلى حادثة «الغريبة» يوم 11 أفريل 2002. وبدأ القطاع يشهد نوعا من الصعوبات تعود أساسا إلى ثقل كلفة الأعباء المالية التي يتحملها  المستثمرون في القطاع بالإضافة إلى اشتداد المنافسة في حوض البحر الأبيض المتوسط وهيمنة بعض المستثمرين التونسيين على السوق المحلية وتحكمهم الشبه الكامل في الأسعار.

     فالقطاع السياحي في تونس  اليوم يعرف أزمة خانقة غير مسبوقة أدت إلى إفلاس وإغلاق العديد من الفنادق والمؤسسات السياحية  ووكالات الأسفار. هذه الأزمة انطلقت منذ عدة سنوات وقد أطلق أهل القطاع صيحات فزع منذ سنة 2009 وطالبوا يإعادة هيكلة القطاع وتنويع المنتوج السياحي. إلا ان الأمر استفحل أكثر بعد الثورة ، بحيث أن القطاع عرف تراجعا وأزمة لم يسبق أن واجه مثيلا لها .
 فالأزمة داخلية هذه المرة ويقف وراءها توتر إجتماعي وأمني متواصل منذ اندلاع الثورة بالإضافة إلى فتاوى أطلقتها أطراف تعتبر أن السياحة «بوّابة لممارسات مشبوهة» كل هذه الإرهاصات تلقّفتها عدسات القنوات الأجنبية في محاولة منها لتقديم تونس في صورة  «تونستان» وتنفّر كل من كان ينوي زيارتها. هذا بالإضافة إلى تراجع السياحة الداخلية أمام غلاء المعيشة وعجز المواطن العادي عن توفير أموال للترفيه.


-تراجع الاداء السياحي في تونس يفرض وضع استراتيجيات جديدة لإنعاشه

     وبهذا الخصوص :

 - أفاد وزير التعليم العالى منصف بن سالم   ان السياحة التونسية  سجلت تراجعا على مستوى عدد السياح الوافدين بحوالى 2 مليون سائح   على مستوى المعدل السنوى  ما بعد ثورة  17 ديسمبر 2010 و14 جانفى2011 واشار فى افتتاح الملتقى الدولي الاول حول  السياحة المستدامة 2020 إلى الرهانات والتحديات وآفاق السياحة التونسية ،  إلا أن القطاع السياحى  الذى يشغل 15 بالمائة من اليد العاملة فى تونس ويساهم بنسبة 7 بالمائة فى الناتج الداخلى الخام   فقد ما بين سنتى 2011 و2012  حوالى 3000 موطن شغل.
- دعا بن سالم   الى التركيز على  تنمية السياحة الثقافية والرياضية وسياحة الاعمال الى جانب السياحة البيئية فضلا عن تطوير الخدمات  من اجل النهوض بالقطاع.
- اكد موسس معهد الدراسات العليابتونس  صلاح الدين هلارة قدرة السياحة التونسية على استقطاب  ما يناهز 10 ملايين سائح فى افق 2016 وتحقيق عائدات بقيمة 6 مليار دولار  على ان يتم رسم  خارطة طريق جديدة لهذا النشاط
- قال هلارة  انه من الضرورى ان تكون خارطة الطريق مواكبة للتطورات العالمية فى المجال وتسعى الى تنويع المنتوج السياحى والارتقاء بجودته.
- واعتبر رئيس الجمعية الفرنكوفونية للخبراء والباحثين فى المجال السياحى باتريك فيسوريا ان  مستقبل السياحة التونسية يمر حتما عبر تنويع المنتوج.
كما دعا الى  الاستفادة من التطورات التكنولوجية وتركيز مواقع سياحية مبتكرة على مستوى شبكة الانترنت وانتهاج استراتيجية اتصال متطورة للارتقاء باداء القطاع ككل.  

وينتظم الملتقى الدولى الاول حول  السياحة المستدامة 2020 الرهانات والتحديات وافاق السياحة التونسية  ببادرة من معهد الدراسات العليا موسسة خاصة للتعليم العالى  والجمعية  الفرنكوفونية للخبراء والباحثين فى المجال السياحى.وتتركز اشغال الملتقى  الذى يشهد مشاركة العديد من الخبراء والمختصين فى المجال السياحى من تونس ومن خارجها  على مواضيع تنذر  بتداعيات السوق السياحية العالمية  و اعداد خارطة طريق  للسياحة فى تونس الى سنة 2020 و طرق تبنى العروض والمنتوجات السياحية التونسية .
 - أما وزارة السياحة فقد أقرت  خطة عاجلة على المدى المتوسط (2014/2016) لإنقاذ السياحة الصحراوية.


      فحسب ماجاء على لسان وزير السياحة التونسي  والتي تم تداوله على موقع الجريد الإلكترونيكية التونسية" المصدر" فلإنتشال السياحة الصحراوية من الوضعية المتدهورة التي وصلت إليها بعد الثورة خاصة بعد أن تم تعليق آمال كبيرة على هذا الصنف من المنتوج السياحي للمساهمة في الترويج للسياحة التونسية على أوسع نطاق وكذلك تنويع المنتوج الذي ظل مقتصرا على السياحة الشاطئية.


      وضمن هذا السياق أعلن وزير السياحة جمال قمرة انه تم اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات لتطوير السياحة الصحراوية في تونس خلال السنوات الثلاث القادمة ومزيد الارتقاء بهذا المنتوج السياحي الذي عرف تراجعا ملحوظا في السنوات الماضية لا سيما بعد الثورة.


وافاد  خلال اللقاء الإعلامي الدوري لخلية الاتصال برئاسة الحكومة انه تم رصد ميزانية خاصة لتطوير السياحة الصحراوية خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة 18 مليون دينار ضمن خطة متوسطة المدى تتضمن جملة من المشاريع لتدعيم الوجهة التونسية في هذا المنتوج السياحي.

وبين أن الميزانية المرصودة تتوزع على 8 م د بعنوان سنة 2014 و 6 م د في سنة 2015 و 4 م د في سنة 2016 موضحا أن العديد من الوزارات ستتولى المساهمة في تمويل المبلغ المحدد وتتعهد بإنجاز جملة من الأنشطة والمشاريع في مجال المحافظة على النظافة والعناية بالمحيط وتأهيل المسالك السياحية إضافة إلى النهوض بالأنشطة الثقافية في ولايات الجنوب.



    وتتضمن الخطة الجديدة للسياحة الصحراوية العمل على خلق علامة تجارية مميزة وخاصة بهذا المنتوج السياحي فضلا عن رصد ميزانية خاصة بقيمة 1 مليون دينار لتشجيع وكالات الأسفار التونسية على تطوير السياحة الصحراوية الداخلية من خلال تعهدها بالنقل والتنشيط وتنظيم الزيارات.

فقد أعلن وزير السياحة انه تم الاتفاق مع الوكالة العقارية السياحية على تخصيص قطعة ارض بمساحة 5 هكتارات في توزر لإنجاز قصر للمؤتمرات بمواصفات عالمية بطاقة استيعاب تقدر بألف شخص في مطاق تطوير سياحة المؤتمرات بالجنوب.

    كما استعرض وزير السياحة القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري المضيق والموافقة على الخطة الاستعجالية لإنقاذ القطاع السياحي بالجنوب الغربي، من ذلك إحداث لجنة مصغرة تتولى مزيد تدقيق الصيغة القانونية المقترحة لتكفل الدولة بمساهمة الأعراف في الضمان الاجتماعي للفترة 1999 و2008 وذلك بالنسبة لمؤسسات وكالات الأسفار المعنية بالإجراء المقترح.

فمن جانب آخر  كشف الوزير أن وزارة الثقافة سوف تتعهد بحماية المدن العتيقة بولايات الجنوب وخاصة منها في الولايات ذات التخصص السياحي والعمل على إدراج الموروث التراثي والحضاري لهذه المدن بالموروث العالمي لمنظمة اليونسكو مشيرا إلى أن المدينة الاولى ستكون نفطة إلى جانب الإسراع بإعادة فتح متحف دار شريط بتوزر.








عواطف عمران

No comments:

Post a Comment