Do you thik that these are the best solution?


شحرورة الوادي تودع محبيها في صمت



     اليوم ودعتنا شادية الوادي تلك السيدة الصامدة والمكافحة لصعاب الحياة فهي  لم تعش لنفسها يوما. فلطالما كانت تعيش لأجل عائلتها  ومواجهة كل المحن التي اعترضت طريقها في الحياة ، فهي لم تكن يوما متخاذلة عن تقديم واجبها تجاه أقاربها ، بصدر واسع وابتسامة صادقة لاتفارق محياها .                                            
    كما كانت  تسعى دوما ان تطل على جمهورها بشخصيتها المرحة والممزوجة بشقاوة الأطفال . عملت بجد وبحب في انتقاء أغانيها مما جعل لها بصمة في عالم الغناء العربي لاتنسى "فهي شحرورة الوادي " التي ستظل  انغامها  تطرب مسامعنا.                                                                                                     
      رحلت الشحرورة صباح ، فجر الأربعاء 26 نوفمبر 2014  عن عمر 87 سنة ،" مودعة لعائلتها ومحبيها  بهدووء وصمت، تطبعه ابتسامة ملائكية. كما عهدنها دوما بشوشة المحيا .إذ لم تشأ يوما أن تعكس معاناتها على ملامحها أمام محبيها فلطالما كانت مبتسما كأنها اسعد إنسانة بالكون ولا يعكر صفوة حياتها أي شيء، حريصة على أن تبدوا في أحسن حالاتها سواء في شبابها أو بعدما تقدم بها العمر.      فقد قدمت أغانيها    بصدق وحب. إذ اعتبرها اللبنانيون رمزا لبلادهم كشجرة الأرز .  شاركت في 83 فيلما مابين مصري ولبناني و27 مسرحية لبنانية وغنت مايزيد عن 3000 أغنية.                                                                 



 تعتبر ثاني فنانة  عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسارح الألمبياد في باريس مع فرقة روميو لحود الإستعراضية، وذلك في منتصف سبعينات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى ، كأرناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا،وقاعة ألبرت هول بلندن،وبمسارح لاس فغاس ،وغيرها.
       فحتى أثناء رحيلها حرصت أن تبقى مصدر حب وسعادة لمحبيها ،وأن ترسم الابتسامة على وجوههم أثناء وداعها لهم ، لا أن تتسبب في دمعة حزن لهم ولو كان لأجل فراقها . وهو ما جسدته كلاماتها الأخيرة التي ارتأت أن تكتبها في وصية قبل مماتها لمحبيها. والتي تضمنت مايلي: "ما تبكو وما تزعلوا علي وهيدي وصيتي إلكن، حطوا  دبكة وارقصوا .. بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن. بدي ياهن دايما فرحانين بوجودي وبرحيلي..متل ما كنت دايما فرّحن.
بحبكن كتير وضلوا تذكروني وحبوني دايماً"
       فنحن بدورنا نقول لكي بأننا سنظل نحبكي ياشادية الوادي أو يا شحرورتنا ، فكيف لنا أن ننسى من رسمت البسمة على محيانا وجعلتنا ننظر للحياة بحب وتفاؤل وأن لا نفقد الأمل مهما واجهتنا الصعاب ، فالصعاب هي ما تجعلنا نحس بلذة النجاح بعد الفشل ،وأن بعد العتمة يأتي النور . فها هي ذي كلماتك ستظل محفورة بسامعنا .
     لم تكوني شادية فحسب فقد كنتي أسطورة لن يكررها التاريخ . فأنت كما عهدنا منذ صباكي مثالا للتفاني  والاخلاص للعمل ،  وأيقونة للجمال والموضة،والرقي في الأخلاق والتعامل ،وهو ما منحكي جوازا لعبور القلوب.
فوداعا ياسيدتي الصامدة والمتحدية والمحبة للحياة،فلترقدي بسلام .

No comments:

Post a Comment